معوض جودة يكتب: حكومة تصنع الغضب والأزمات
هل تستطيع الحكومة أن تأتي بجديد؟ وأن تبتكر حلولا لأزماتها المتلاحقة وأزمات البلد التي كانت من صنع يديها؟
ما الذي ستقدمه في عهدها الثاني؟ وفي عهدها الأول تضخم وانتفخ كل شيء عدا جيب المواطن!
هل يمتلك السيد رئيس الوزراء رؤية، أو مدى زمنيا محددا لوقف رفع الأسعار وإشعال النار في صدور المواطنين؟
قد يرى البعض مبررا لرفع أسعار الوقود، اضطرارا واستجابة لطلبات صندوق النكد والنقد الدولي؛ ولكن لماذا يحرص كل مسؤول على أن يذهب لجيب المواطن، كي يأخذ منه ما يريد، حتى لو كان ذلك بقشيشا، يرغب الوزير في دفعه لجهة أو جهات ما.
فعلى سبيل المثال؛ يصرخ الملايين من أولياء الأمور، الذين اضطرتهم الظروف لإلحاق أبنائهم بالتعليم الخاص من قرارات غبية؛ أصدرها السيد وزير التعليم الراحل عن منصبه، غير مأسوف عليه، رضا حجازي، لصالح المدراس الخاصة؛ بمنحها زيادة سنوية تتراوح بين 5% وحتى 30% ما جعل تلك المدراس تقوم بالنهش في جسد أولياء الأمور؛ ورفعت غالبية المدرس رسومها بنسبة تزيد أحيانا عن 30% مهما كانت مصاريفها السابقة دون الالتزام بأي قيد او قرار.
لم يتخذ السيد وزير التربية والتعليم الجديد أي قرار، بخصوص قرار الوزير السابق والذي أغضب أولياء الأمور، وقام المئات منهم بالشكوى لرئاسة الوزراء التي قامت بدورها يتحويل الشكاوى إلى الوزارة، والتي نامت حينا أو قامت بتحويلها إلى مديريات التعليم .
يرغب أولياء الأمور في الغاء القرار الغبي لوزير التعليم الراحل عن منصبه، والذي جامل أصحاب المدارس من جيوب المواطنين، ويخشون من كون الوزير الجديد أحد ملاك المدراس الخاصة فقوم بالطرمخة على القرار السابق.
يغيب عن غالبية المسئولين والوزراء الحس الأمني والشعور بالمسئولية تجاه المواطن؛ ويتصرف كأنه أتى لتعذيب المواطن، وليس للعمل على تذليل الصعاب وحل مشاكله.
قال السيد رئيس الوزراء في خطاب تكليفة بتشكيل الحكومة إنه سيعمل على حل المشاكل؛ وأن وزارئه الجدد يمتلكون حلولا غير تقليدية، ولديهم من السلطات ما يخولهم حل المشكلات؛ وطالب المواطن بالصبر سنتين أو ثلاث كي نرى النتائج؛ ولكن الحقيقة أن الأداء حتى اللحظة بائس، ولا يحمل في جعبته أي تغيير؛ ولم يعد في جعبة المواطن المغلوب على أمره أي قدر من الصبر؛ ولا في جيبه أي مبلغ يمكنه الصرف من خلاله على الحكومة التي عليها أن تتصرف برشد وتقوم بإيجاد عمل لها بدلا من الحياة العاطلة التي تحياها؛ وأن تصرف على نفسها بعيدا عن جيوب الناس.
كلمات مفتاحية
معوض جودة / وزير التعليم/ رئيس الوزارء/ الحكومة الجديدة/ رضا حجازي/ وزير التربية والتعليم